altقرأنا في التراويح سورة يوسف ولاحظت أنها اشتملت على وقفات تنير الطريق أمام الدعاة إلى الله تعالى:

1- الوقفة الأولى مستوى الإبتلاء حيث ألقي في البئر ثم أخرج منه ثم بيع بثمن بخس ثم لفقت عليه التهم فسجن بضع سنين.

2- الوفقة الثانية مستوى حرصه على الدعوة حتى في السجن (يا صاحبي السجن آرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار..).

3- الوقفة الثالثة العزة والكرامة بعد تفسيره لرؤيا الملك أمر بإخراجه من السجن لكنه أبى أن يخرج وهو متهم (وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ ).

4- الوقفة الربعة: مستوى خبرته بالسياسة والإقتصاد فلم يرض من تقريب الملك له أن يبقى خارج المشهد وإنما أراد أن يدير شؤون البلاد ليقيم العدل وينعش الإقتصاد إرضاءا لله تعلى ونفعا لخلقه (وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ (54) قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ (55) وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَنْ نَشَاءُ وَلَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ).

وهذا دليل على أن السعي في التمكين للمصلحين أمر مطلوب ومرغوب فيه خلافا لما يدعوا إليه العلمانيون من تغييب العلماء والمصلحين عن السياسة وتركها للسفلة.

5- الوقفة الخامسة : الشكر والتوكل على الله تعالى (فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ (99) وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (100) رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ).

وثم وقفة أخرى تتعلق بالملك ستأتي في وقت آخر إن شاء الله تعلى