سلسلة قيم وأخلاق إسلامية(5)الشيخاني ولد عبد القادر
الجمعة, 16 أغسطس 2013 18:19

 altalt

الأمانة

لغة: الأَمَانَةُ مَصْدَرُ قَوْلِهِمْ: أَمُنَ يَأْمُنُ أَمَانَةً أَيْ صَارَ أَمِينًا، وَهُوَ مَأْخُوذٌ مِنْ مَادَّةِ (أَمَ نَ) الَّتِي تَدُلُّ عَلَى سُكُونِ الْقَلْبِ، وَرَجُلٌ أُمَنَةٌ: إِذَا كَانَ يَأْمَنُهُ النَّاسُ وَلاَ يَخَافُونَ غاَئِلَتَهُ. وَقَالَ ابْنُ مَنْظُورٍ: الأَمَانُ وَالأَمَانَةُ بِمَعْنًى، وَالأَمَانَةُ: ضِدُّ الْخِيَانَةِ.

وَقَالَ الرَّاغِبُ: وَتَارَةً (تُجْعَلُ الأَمَانَةُ) اسْمًا لِمَا يُؤْمَنُ عَلَيْهِ الإِنْسَانُ، نَحْوُ قَوْلِهِ تَعَالَى {وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ} أَيْ مَا ائْتُمِنْتُمْ عَلَيْهِ.

واصطلاحًا: قَالَ الْكَفَوِيُّ: الأَمَانَةُ: كُلُّ مَا افْتَرَضَ اللهُ عَلَى الْعِبَادِ فَهُوَ أَمَانَةٌ كَالصَّلاَةِ وَالزَّكَاةِ وَالصِّيَامِ وَأَدَاءِ الدَّيْنِ، وَأَوْكَدُهَا الوَدَائِعُ، وَأَوْكَدُ الوَدَائِعِ كَتْمُ الأَسْرَارِ، وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: كُلُّ مَايُؤْتَمَنُ عَلَيْهِ مِنْ أَمْوَالٍ وَحُرَمٍ وَأَسْرَارٍ فَهُوَ أَمَانَةٌ. وَقِيلَ: هِيَ خُلُقٌ ثَابِتٌ فِي النَّفْسِ يَعِفُّ بِهِ الإِنْسَانُ عَمَّا لَيْسَ لَهُ بِهِ حَقٌّ، وإِنْ تَهَيَّأَتْ لَهُ ظُرُوفُ الْعُدْوَانِ عَلَيْهِ دُونَ أَنْ يَكُونَ عُرْضَةً لِلإِدَانَةِ عِنْدَ النَّاسِ، ويُؤَدِّي بِهِ مَا عَلَيْهِ أَوْ لَدَيْهِ مِنْ حَقٍّ لِغَيْرِهِ، وَإِنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَهْضِمَهُ دُونَ أَنْ يَكُونَ عُرْضَةً لِلإِدَانَةِ عِنْدَ النَّاسِ. وَهِيَ أَحَدُ الْفُرُوعِ الْخُلُقِيَّةِ لِحُبِّ الْحَقِّ وإيثَارِهِ وَهِيَ ضِدُّ الْخِيَانَةِ . وَقَدْ ظَهَرَ مِنْ تَعْرِيفِ الأَمَانَةِ أَنَّهَا تَشْتَمِلُ عَلَى ثَلاَثَةِ عَنَاصِرَ.

الأَوَّلُ: عِفَّةُ الأَمِينِ عَمَّا لَيْسَ لَهُ بِهِ حَقٌّ. الثَّانِي: تَأْدِيَةُ الأَمِينِ مَا يَجِبُ عَلَيْهِ مِنْ حَقٍّ لِغَيْرِهِ. الثَّالِثُ: اهْتِمَامُ الأَمِينِ بِحِفْظِ مَا اسْتُؤْمِنَ عَلَيْهِ، وَعَدَمُ التَّفْرِيطِ وَالتَّهَاوُنِ بِشَأْنِهَ.

الأمانة من صفات الرسل:   مِنْ أَبْرَزِ أَخْلاَقِ الرُّسُلِ عَلَيْهِمُ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ َالأَمَانَة, فَنُوحٌ وَهُودٌ وَصَالِحٌ وَلُوطٌ وَشُعَيْبٌ فِي سُورَةِ الشُّعراءِ يُخْبِرُنَا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنَّ كُلَّ رَسُولٍ مِنْ هَؤُلاَءِ قَدْ قَالَ لِقَوْمِهِ:{إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ}. وَرَسُولُنَا مُحَمَّدٌ صَلَى الله عَلَيْهِ وَسَلم قَدْ كَانَ فِي قَوْمِهِ قَبْلَ الرِّسَالَةِ وَبَعْدَهَا مَشْهُورًا بَيْنَهُمْ بِأَنَّهُ الأَمِينُ . وَكَانَ النَّاسُ يَخْتَارُونَهُ لِحِفْظِ وَدَائِعِهِمْ عِنْدَهُ . وَلَمَّا هَاجَرَ صَلَى الله عَلَيْهِ وَسَلم وَكَّلَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ بِرَدِّ الوَدَائِعِ إِلَى أَصْحَابِهَا. وَجِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ أَمِينُ الْوَحْيِ، وَقَدْ وَصَفَهُ اللهُ بِذَلِكَ فِي قَوْلِهِ {وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ, نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ, عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ} (الشعراء/2‍ـ 4‍‍‍).

مجالات الأمانة: وَالْمَجَالاَتُ الَّتِي تَدْخُلُ فِيهَا الأَمَانَةُ كَثِيرَةٌ مِنْهَا:

الدِّينُ وَالأَعْرَاضُ وَالأَمْوَالُ وَالأَجْسَامُ وَالأَرْوَاحُ وَالْمَعَارِفُ وَالْعُلُومُ وَالْوِلاَيَةُ وَالْوِصَايَةُ وَالشَّهَادَةُ وَالقَضَاءُ وَالكِتَابَةُ وَنَقْلُ الْحَدِيثِ وَالأَسْرَارُ وَالرِّسَالاَتُ وَالسَّمْعُ وَالْبَصَرُ وَسَائِرُ الْحَوَاسِّ،وَلِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنَ التَّفْصِيلِ مَا يُنَاسِبُهَا.

الأَمَانَةُ وَالتَّكْلِيف: قَالَ النَّيْسَابُورِيُّ: الأَمَانَةُ هِيَ الطَّاعَةُ وَهِيَ التَّكْلِيفُ، وَسُمِّيَ التَّكْلِيفُ أَمَانَةً لأِنَّ مَنْ قَصَّرَ فِيهِ فَعَلَيْهِ الغَرَامَةُ وَمَنْ أَدَّاهُ فَلَهُ الكَرَامَةُ.

لَقَدْ ذَكَرَ كَثِيرٌ مِنَ المُفَسِّرِينَ مَا يُؤَيِّدُ أَنَّ الأَمَانَةَ هِيَ التَّكْلِيفُ عِنْدَمَا قَالَ: إِنَّ مَا كُلِّفَهُ الإِنْسَانُ بَلَغَ مِنْ عِظَمِهِ وَثِقَلِ مَحْمَلِهِ أَنَّهُ عُرِضَ عَلَى أَعْظَمِ مَا خَلَقَ اللهُ مِنَ الأَجْرَامِ وَأَقْوَاهُ فَأَبَى مَحْمَلَهُ، وَحَمَلَهَا الإِنْسَانُ عَلَى ضَعْفِهِ وَرَخَاوَةِ قُوَّتِهِ، وَقَالَ ابْنُ كَثِيرٍ: مَا قِيلَ فِي الآيَةِ الْكَرِيمَةِ مِنَ الأَقْوَالِ الْعَدِيدَةِ لاَتَنَافِيَ بَيْنَهَا، بَلْ هِيَ مُتَّفِقَةٌ وَرَاجِعَةٌ إِلَى أَنَّهَا التَّكْلِيفُ وَقَبُولُ الأَوَامِرِ وَالنَّوَاهِيَ بِشَرْطِهَا، وَهُوَ أَنَّهُ إِنْ قَامَ بِذَلِكَ أُثِيبَ، وَإِنْ تَرَكَهَا عُوقِبَ].

الأمانة ثلاثة أوجه: ذَكَرَ ابْنُ الْجَوْزِيِّ نَقْلاً عَنْ بَعْضِ الْمْفَسِّرِينَ أَنَّ الأَمَانَةَ فِي الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ عَلَى ثَلاَثَةِ أَوجُهٍ: 1- الْفَرَائِضُ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {يَأَيُّهَا الَّذِينَ أَمَنُوا لاَ تَخُونُوا اللهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ} (الأنفال/27‍).

2- الْوَدِيعَةُ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى:{إِنَّ اللهَ يأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا}(النساء/58‍). 3- الْعِفَّةُ وَالصِّيَانَةُ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى:{إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأَمِينُ}(القصص/26‍).

آيات في الأمانة

1- {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا}(النساء:58) 2- {..وَالَّذِينَ هُمْ لأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ..}(المؤمنون:8)

3- {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ}(الأنفال:27) 4- {إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولاً}(الأحزاب:72)

 

أحاديث في الأمانة 1- (عَنْ أَبِي هُرَيْرَة رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَى الله عَلَيْهِ وَسَلم قَالَ:[آيَةُ المُنَافِقِ ثَلاثٌ: إذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإذَا ائْتُمِنَ خَانَ])(رواه البخاري ومسلم).

2- (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَى الله عَلَيْهِ وَسَلم: [أَدِّ الأَمَانَةَ إلَى مَنِ ائْتَمَنَكَ، وَلاَ تَخُنْ مَنْ خَانَكَ])(رواهأبوداود والترمذى). 3- (عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا عَنِ النَّبِيِّ صَلَى الله عَلَيْهِ وَسَلم قَالَ:[إذَا حَدَّثَ الرَّجُلُ الحَدِيثَ ثُمَّ الْتَفَتَ فَهِيَ أَمَانَةٌ])(رواه الترمذي وقال:حديث حسن).

4- (عَنْ عَبْدِاللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَى الله عَلَيْهِ وَسَلم قَالَ:[أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقًا خَالِصًا، وَمَنْ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْهُنَّ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنَ النِّفَاقِ حَتَّى يَدَعَهَا:إذَا ائْتُمِنَ خَانَ، وَإذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإذَا عَاهَدَ غَدَرَ، وَإذَا خَاصَمَ فَجَرَ])(رواه البخاري ومسلم).

5- (عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَى الله عَلَيْهِ وَسَلم: [إنَّ مِنْ أَعْظَمِ الأَمَانَةِ عِنْدَ اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: الرَّجُلَ يُفْضِي إلَى امْرَأَتِهِ وَتُفْضِي إلَيْهِ، ثُمَّ يَنْشُرُ سِرَّهَا]. وَفِي رِوَايَةٍ:[مِنْ أَشَرِّ النَّاسِ])(رواه  مسلم).

6- (عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَى الله عَلَيْهِ وَسَلم: [الخَازِنُ الأَمِينُ الَّذِي يُؤَدِّي مَا أُمِرَ بِهِ طَيِّبَةً نَفْسُهُ أَحَدُ المُتَصَدِّقِينَ])(رواه البخاري ومسلم).

7- (عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ وَأَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُماَ قَالاَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَى الله عَلَيْهِ وَسَلم: [الْمُسْتَشَارُ مُؤْتَمَنٌ])(رواه الترمذي وقال:حديث حسن).

8- (عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَى الله عَلَيْهِ وَسَلم: [لِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِينٌ، وَأَمِينُ هَذِهِ الأُمَّةِ أَبُو عُبَيْدَةَ])(رواه البخاري ومسلم). 9- (عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُمَا أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ لِلرَّجُلِ إِذَا أَرَادَ سَفَرًا: ادْنُ مِنِّي أُوَدِّعْكَ كَمَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَى الله عَلَيْهِ وَسَلم يُوَدِّعُنَا: [أَسْتَوْدِعُ اللهَ دِينَكَ وَأَمَانَتَكَ وَخَوَاتِيمَ عَمَلِكَ])(رواه أبوداود والترمذي وقال حديث حسن صحيح غريب).

10- (عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قُلْتُ: يَارَسُولَ اللهِ، أَلاَ تَسْتَعْمِلُنِي؟ قَالَ: فَضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى مَنْكِبِي, ثُمَّ قَالَ: [يَا أَبَا ذَرٍّ إنَّكَ ضَعِيفٌ، وَإِنَّهَا أَمَانَةٌ، وَإنَّهَا يَوْمَ القِيَامَةِ خِزْيٌ وَنَدَامَةٌ، إلاَّ مَنْ أَخَذَهَا بِحَقِّهَا وَأَدَّى الَّذِي عَلَيْهِ فِيهَا])(رواه  مسلم).

 

آثار وأقوال في الأمانة

1- (عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: [لَمَّا اسْتُخْلِفَ أبُو بَكْرٍ، قَالَ: لَقَدْ عَلِمَ قَوْمِي أَنَّ حِرْفَتِي لَمْ تَكُنْ تَعْجِزُ عَنْ مُؤْنَةِ أَهْلِي، وشُغِلْتُ ِبأَمْرِ الْمُسْلِمِينَ، فَسَيَأْكُلُ آلُ أَبِي بَكْرٍ مِنْ هَذَا الْمَالِ، ويَحْترِفُ لِلْمُسْلِمِينَ فِيهِ])(رواه البخاري).

2- (قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُمَاـ:[الْقُرْآنُ أَمِينٌ عَلىَ كُلِّ كِتَابٍ قَبْلَهُ])(رواه البخاري). 3- (قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا:[لَمْ يُرَخِّصِ اللهُ لِمُعْسِرٍ وَلا َ لِمُوسِرٍ أَنْ يُمْسِكَ الأَمَانَةَ])(تفسير القرطبي الجامع لأحكام القرآن (5‍/5‍‍‍)، ويمسك الأمانة بمعنى يأخذها ويأكلها).

4- (عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ بْنِ سَالِمِ بْنِ سَبَلانَ قَالَ: [وَكَانَتْ عَائِشَةُ تَسْتَعْجِبُ بِأمَانَتِهِ وتَسْتَأْجِرُه ـ فَأرَتْنِي كَيفَ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَى الله عَلَيْهِ وَسَلم يَتَوَضَّأُ ...الحديث])(النسائي).

5- (قَالَ البُخَارِيُّ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى فَأَدَاءُ الأَمَانَةِ أَحَقُّ مِنْ تَطَوُّعِ الوَصِيَّةِ])(البخاري).

6- (وَقَالَ الزُّهْرِيُّ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى فِيمَنْ قَالَ إنْ لَمْ أفْعَلْ كَذَا وَكَذَا فَامْرَأَتِي طَالِقٌ ثَلاَثًا: يُسْأَلُ عَمَّا قَالَ، وَعَقَدَ عَلَيْهِ قَلْبَهُ حِينَ حَلَفَ بِتِلْكَ الْيَمِينِ، فَإنْ سَمَّى أَجَلاً أرَادَه ُ، وعَقَدَ عَلَيْهِ قَلْبَهُ حِينَ حَلَفَ جَعَلَ ذَلِكَ فِي دِينِهِ وَأَمَانَتِهِ]).

من فوائد الأمانة (1‍) الأَمَانَةُ مِنْ كَمَالِ الإِيمَانِ وَحُسْنِ الإِسْلاَمِ. (2‍) يَقُومُ عَلَيْهَا أَمْرُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ. (3‍) هِيَ مِحْوَرُ الدِّينِ وَامْتِحَانُ رَبِّ العَالَمِينَ. (4‍) بِالأَمَانَةِ يُحْفَظُ الدِّينُ وَالأَعْرَاضُ وَالأَمْوَالُ وَالأَجْسَامُ وَالشَّهَادَةُ وَالْقَضَاءُ. (5‍) الأَمِينُ يُحِبُّهُ اللهُ وَيُحِبُّهُ النَّاسُ. (6‍) مِنْ أَعْظَمِ الصِّفَاتِ الْخُلُقِيَّةِ الَّتِي وَصَفَ اللهُ بِهَا عِبَادَهُ الْمُؤْمِنِينَ بِقَوْلِهِ {وَالَّذِينَ هُمْ لأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ}(المؤمنون/8‍، والمعارج/2‍‍). (7‍) مُجْتَمَعٌ تَفْشُو فِيهِ الأَمَانَةُ مُجْتَمَعُ خَيْرٍ وَبَرَكَةٍ.

 

 

 

 

سلسلة قيم وأخلاق إسلامية(5)الشيخاني ولد عبد القادر

السراج TV