التربية في ظل آية |
الخميس, 19 سبتمبر 2013 15:51 |
عندما يفكر المرء في الإنجاب تشتاق نفسه لزينة الحياة الدنيا ، وتنشغل بمن يساعدها في الكبر ، ويحمل إرثها ، ويكون مداداً لاسمها. لكن من طوع نفسه لله ،وتعلق قلبه بخالقه، وحمل هم الدعوة إلى الله ، يدعو الله أن يرزقه الذرية الصالحة التي ينذرها لرب العالمين . والله السميع لدعائه والعليم بنيته الخالصة يستجيب له ويكون له عوناً في تقبل نذره، بل ويكفل له من يساعده في تربيته كما كفل سيدنا زكريا السيدة مريم . والنذر ليس أمنية يتمناها المرء بلسانه ولايتعداها ، بل إن من صدق النية العمل لتحقيق النذر. فالمربي الذي جعل هدفه أن يرى ولده في خدمة رسالة ربه ، يعمل لها ويعيش لتحقيقها ، عليه أن يعده من أول يوم لهذه المهمة ، يعتني به ويحبب إليه القرآن الكريم فيحفظه عن حب وإقتناع وفهم وإقتداء . ويعلمه سيرة النبي صلى الله عليه وسلم ، فيتربى على حبه صلى الله عليه وسلم ويعظم سنته ولايرضى بغيره قدوة . ويحبب إليه الفرائض فيدربه على الصلاة ويعوده الصيام ويعلمه الزكاة ، ويصحبه إلى المسجد حتى يتعلق قلب ولده به ، فيؤدي فيه الصلاة ويتعلم فيه القرآن الكريم ، ويبحث له عن مربِ يكون له عوناً في تربيته ولا يكون بديلاً عنه ، ويوجهه لإختيار أصحابه حتي تكتمل شخصيته السوية ولايحيد عن الطريق القويم ، ويسأل عن مستواه الدراسي ليطمئن على تفوقه فهو نذر لله يعتني به ويأخذ بأسباب تفوقه ليكون في المقدمة دوماً . وبعد أن يأخذ المربي بكل أسباب الإعداد والتربية لولده يدعو الله أن ينبته نباتاً حسناً يسعد به الولد في الدنيا والآخرة ، ويهنأ الوالد بقبول حسنِ من ربنا السميع العليم . |