إمام جامع السلام: الأمانة الانتخابية من أعظم الأمانات والله سائلنا عنها |
الجمعة, 22 نوفمبر 2013 16:54 |
وعرف الإمام الإمانة بأنها مجموع التكاليف الشرعية التي يقع على فعلها ثواب، ويقع على تركها عقاب، مهيبا بخوف السماوات والأرض والجبال من تحملها لإدراكهن لعظمتها ومشقتها.. وقال إن الناس في تحمل الأمانة أقسام ثلاثة: قسم ضيعها باطنا وحفظها ظاهرا وهم المنافقون.. وقسم ضيعها ظاهرا وباطنا وهم الكفار والمشركون.. وقسم حفظها ظاهرا وباطنا وهم المؤمنون.. وإلى ذلك تشير خاتمة آيات الأمانة في سورة الأحزاب: "..ليعذب الله المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات ويتوب الله على المؤمنين والمؤمنات وكان الله غفورا رحيما". وعدد ولد الفلالي في خطبته بعضا من أنواع الأمانات، فقال إن الصلاة أمانة، إن الزكاة أمانة، وإن الصيام أمانة، وإن الحج أمانة، وإن كل إنسان له أمانات سيسأل عنها كما في الحديث: "كلكم راع وكلم مسؤول عن رعيته، فالإمام راع ومسؤول عن رعيته، والرجل راع في بيته وهو مسؤول عن رعيته والمرأة راعية في بيتها وهي مسؤولة عن رعيتها..".. فالوالي راع، والطبيب راع، والموظف راع، والأجير راع كلهم مسؤول عن الأمانة التي عنده بين يدي الله.. وقال الإمام: إن من أهم الأمانات في هذه الأيام وأخطرها أمانة الانتخاب والاختيار، فالإنسان المسلم مسؤول عن من يختار ومن يولي، ولا بد أن يؤدي هذه الأمانة لوجه الله غير ملتفت إلى مغنم ولا إلى مغرم غير ذلك...وذكر الإمام بخطورة تضييع الأمانة، وما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم من أنه قال: "إن الأمانة نزلت في جذر قلوب الرجال، ثم نزل القرآن فعلموا من القرآن وعلموا من السنة" وما بينه من خطورة رفع هذه الأمانة، حيث "ينام الرجل النومة فتقبض الأمانة من قلبه فيظل اثرها كأثر الوكت، ثم ينام النومة فتقبض الأمانة من قلبه، فيظل أثرها كأثر المجل، كجمر دحرجته على رجلك تراه منتبرا وليس فيه شئ"، وقال إن من لم يحافظ على أمانته اختيارا قد ترفع عنه اضطرارا فلا يجد لها أثرا وإن الله تعالى امتدح المؤمنين فقال: "والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون"... وقال الإمام: إن من يبتغي وجه الله ويريد الدار الآخرة عليه أن يحرص فيمن يختارهم للتولية على أن تتوفر فيهم ثلاثة شروط هي: الصلاح.. والاستقامة.. والخوف من الله تعالى.. والكفاءة البدنية والعلمية؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم اعتبر من ولى على عصابة رجلا وفيهم من هو خير منه خائنا "لله ورسوله والمؤمنين"، وبنات الرجل الصالح بيّنّ لأبيهن صفات من يردن توليته على رعاية مصالحهن بأنه "القوي الأمين"، فلا بد إذن من مراعاة ذلك، "بل الأولى أن يقدم الفاسد في نفسه القوي في أمور الناس على غيره إذا لم يوجد من يجمع الصفتين" لأن القوة والأمانة ضروريتان لأمور الناس.. كما قال الإمام أحمد: "صلاحه لكم وفجوره على نفسه". ودعا الإمام المجتمع إلى تقوى الله ومراعاة الأمانات في الانتخابات والتوجه إلى الله تعالى بقلوب صادقة منيبة أن يختار لهذا البلد وأهله ما فيه الخير لهم وصلاح أمورهم في الدنيا والآخرة، وأن يولي الأمور الخيار الصالحين ولا يوليها الأشرار الصالحين، وأن يوفق من يتولون لما يحبه وييرضاه، في أنفسهم وفي رعيتهم...
|