ربنا أفرغ علينا صبرا/محمد منصور |
الأربعاء, 27 نوفمبر 2013 11:46 |
هؤلاء الذين يمارسون لعبة الإصلاح الضال الذين نكصت الرجولة عنهم إذ وافتهم فلم تجدهم رجالا بل أصحاب عقد نفسية لا يحلها إلا خروج أنفسهم . هاهي رجولتهم بين أيدينا بلطجة و خراب و مصالح شخصية و كذب و افتراء ، هذه شهامتهم ، هذه هي عقولهم ، هذه هي آدابهم ، كل حركاتهم تُخرج من الشر شراً آخر يجعله أسوأ مما كان . كل واحد منهم إن هو إلا جريمة تتحرك على الأرض لتغتال العود الأخضر الناعم الريان كان للثمر فيقولون له : كن للحطب . هم اللصوص بل أشد جرما ؛ إذ سيئات اللصوص و القتلة كلها تُنسى و تتلاشى ولكن سيئات هؤلاء تعيش و تكبر . الذين لا يؤمنون بشريعة الحق ـ شريعة السن بالسن و العين بالعين ـ و إنها نفسها عند هذا الشعب شريعة الحزب بالحزب و التيار بالتيار و أن هذا الشعب الأصيل سيقذف بهم من طريق آماله إلى طريق الضلال الذي جاءوا منه وهذه ثقتي في قول ربي عز و جل : ( و لا تحسبنَّ الله غافلاً عما يعمل الظالمون ) سورة إبراهيم . و لتعلم نخبة العار العلمانية أن دموع المظلومين هي في أعينهم دموع و لكنها في يد الله صواعق يضرب بها الظالمين فما بالكم بدماء الأبرياء . فلا تيأسوا إخواني في الكفاح : ( إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون ) و لا تتخففوا من حمل الواجب و اسمعوا للرافعي يقول لكم : ( إن الفكر في تخفيف العبء الذي تحمله يجعله أثقل عليك مما هو إذ يضيف إليه الهم ،و الهم أثقل ما حملت نفس ، فما دمت في العمل فلا تتوهمنَّ الراحة ؛ فإن هذا يوهن القوة و يخذل النشاط و يجلب السأم و إنما روح العمل الصبر و إنما روح الصبر العزم ) . فادعوا الله ( ربنا أفرغ علينا صبرا و ثبت أقدامنا و انصرنا على القوم المفسدين ) و رددوا دائما قول ربكم : ( ولا تهنوا و لا تحزنوا و أنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين ، إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله و تلك الأيام نداولها بين الناس و ليعلم الله الذين آمنوا و يتخذ منكم شهداء و الله لا يحب الظالمين و ليمحص الله الذين آمنوا و يمحق الكافرين ، أم حسبتم أن تدخلوا الجنة و لما يعلم الله الذين امنوا منكم و يعلم الصابرين و لقد كنتم تمنون الموت من قبل أن تلقوه فقد رأيتموه و أنتم تنظرون ) آل عمران فلا تضطربوا هذا هو النظام و لا تنحرفوا هذا هو النهج و لا تتراجعوا هذا هو النداء ؛ لن يكبر عليكم شيء ما دامت كلمتكم الله أكبر و إن الإنسان يحيا حياة واحدة فليجعلها أحسن ما تكون . ( و الله غالب على أمره و لكن أكثر الناس لا يعلمون )
|