البعض يعيب عليك أن تنادي بالذي تراه حقا ، بما اقتنعت به ، و كأن المذموم هو القول ذاته .. والله ـ عز وجل ـ يقول : << ... كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون >> .. حتى و إن ناقض ـ أحيانا ـ قولك فعلك ، فالأولى التوبة .. لا السكوت ، لأن الساكت عن الحق شيطان أخرس ...

والناظر للتحولات الكبرى صالحة ، أم طالحة .. يجدها بدأت أول ما بدأت بكلمات..
و تأمل فعل كلمات كارل ماركس ..و كلمة اتيودور هرتزل بمؤتمر بال 1897م .
ـ كلمة الثائر الأول :
أخطر ما تعيشه الشعوب ، وتقع في شراكه ، هي أنصاف الثورات .. ومحاولة ترميم أفعال من أوغل في الفساد والإفساد ..وما واقع المسلمين بعد الهبات الأخيرة منا ببعيد ..
ومهما كانت محاولة الإلتفاف ناعمة .. بإظهار التوبة .. أو الإغراء ، أو فجة .. بالإنقلاب و القتل ، فالثائر الحق ، لها بالمرصاد .. واضح الرؤية.. والإعداد ..
لما عرضت قريش عروضها الشهيرة على الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : << ... والله يا عم لو وضعوا الشمس عن بميني ، والقمر عن يساري ، على أن أترك هذا الأمر ما تركته ، حتى يظهره الله .. أو أهلك دونه ... >> معلنا بذلك ثورة على منظومة القساد و الإفساد ، أو هو الانسحاب من بذل قطرة الدم فحسب ...
ـ كلمة الحامي الأول ... :
ظل الوحي و انتصاب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قدوة ، حاميين من كل تلكؤ و تمرد على القيم السامية ، حتى لبى صلى الله عليه وسلم نداء الرفيق الأعلى .. فأطل أصحاب الأطماع ، والشح برؤؤسهم المقصوصة أصلا ، بالجشع مهما ارتفعت ساعة ..
فكان الصديق لها بالمرصاد .. << ... أينقص الدين وأنا حي >> مخلدا بذلك بدنيا الناس .. أن لا علمانية بعدها ...
ـ كلمة الإنساني الأول .. :
اتسعت الفتوحات ، وانتشر الخير ، بأنواعه المادية ، والمعنوية ، فظهرت الطبيعة التي جبل الخالق عليها بعض عباده ...فجابهها الفاروق ـ رضي الله عنه ـ بقوله << ... متى استعبدتم الناس ، وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا >> معلنا أن لا فوارق اجتماعية و لا استبعاد بعدها ...
ـ كلمة الوضوح الأول :
تاهت الأمة الإسلامية بين انهزام الخلافة الإسلامية و تنكر البريطانيين لوعودهم للثوار العرب ، فدخلت مرحلة من الترنح ..إلى أن قيض الله الإمام البنا فأفصح لها عن خلاصها بقوله : << أنا سائح يبحث للحقيقة ، و إنسان يبحث عن مدلول الإنسانية بين الناس ، أنا مواطن ينشد لوطنه العزة والكرامة في ظل الإسلام الحنيف ، أنا متجرد أدرك سر وجوده فنادى ..."إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين >> .
كلمة الصدق... :
أما من وفقه الله إلى أن يصدق حق الصدق في كلماته ، فلم نرفيما عايشناه ثمنا لها سوى الشهادة
قال الشهيد عبد العزيز الرنتيسي -رحمه الله-: << كلنا ينتظر اليوم الأخير ، لن يتغير شيء ، سواء بالسكتة القلبية ،أو الأباتشي .. وأنا أفضل الأباتشي >> . فكان له ما أراد

                                    نقلا عن صفحة "محمد الزين آل الدعوة"على الفيس بوك